كيف أعاودُكَ وهذا أثرُ فأسِكَ
يعود هذا القول إلى قصة قديمة جداً روتها وتناقلتها العرب، وهي قصة جاءت على لسان الحية، ويطلق على من لا يفي بعهده الذي عاهد،
.يروى أنه كان هناك أخوين متحابين تشاركا كل شيء في الحياة، حتى الإبل الذي كان يعتبر رمزاً للسلطة والجاه، وفي يوم من الأيام عم الجفاف وانتشر فأجدبت البلاد، وقل الزرع، وندر الكلأ، وكان بجوار بلادهما واد خصيب، مليء بالزرع والشجر والأعشاب، وكانت في ذلك الوادي حية تحميه وتمنع أي أحد من الاقتراب منه أو الرعي فيه. فقال أحد الأخوين للآخر: يا أخي، لو أني أتيتُ هذا الوادي المكلأ فرعيتُ فيه إبلي وأصلحتها فرد عليه أخوه قائلاً: إني أخاف عليكَ من حية ذلك الوادي! فلا يوجد أحد يذهب إلى ذلك الوادي إلا وأهلكته.
A lire aussi:
القذافي و الطفل الذي حمل نظارة عمر المختار
قصة خلاف وقع بين القذافي وأنطوني كوين: « أنا الطفل الذي حمل نظارة عمر المختار علي ارض الواقع » |
.فأصر أخوه على النزول وقال: فوالله لأفعلن. فنزل أخوه في ذلك الوادي وأخذ يرعى إبله فيه لفترة من الزمن، ثم قامت الحية بنهشه وقتله. فحزن أخوه عليه حزناً شديداً، وقال: لا يوجد في الحياة خير بعد أخي، وأقسم ليطلبن الحية فيقتلها ويثأر لأخيه القتيل، أو ليلحق بأخيه. وهبط إلى الوادي وبحث عن الحية ليقتلها، فوجدها وإقتتلا فقدر عليها، وعندما هم بقتلها إنتقاماً لأخوه
.قالت له الحية: ألا ترى أني قتلت أخيك؟ قال لها: نعم، وها أنا أثأر له. فقالت له الحية: هل لك في الصلح، وأدعك ترتع في هذا الوادي كيفما شئت، وأعطيك كل يوم دينار من ذهب. فقال لها: أوَ فاعلة ذلك أنت؟ فقالت له: نعم. فقال لها: إني فعلت ذلك، وأخذت عليه المواثيق والعهود على أن لا يضرّها أبداً، وأخذ ينزل الوادي وقتما شاء، ويذهب فيه إلى أي مكان شاء، وأخذت الحية كل يوم تعطيه ديناراً، حتى كثر ماله، وعظم جاهه، وكبر سلطانه، وزادت تجارته، وأصبح من أغنى الناس، وأحسنهم حالاً
ولكنّه تذكر دم أخاه، ولم ينسى من قتله، فثار دمه، وعزم على الإنتقام له، وقال في نفسه: ماذا ينفعني العيش في هذه الحياة، وأنا إنظر إلى قاتل أخي أمامي؟
.فأخذ فأساً بيده، وعزم على قتلها، فقعد لها ينتظرها، فسارت أمامه فتبعها، وقبل أن تدخل جحرها ضربها بالفأس فأخطأها.
A lire aussi:
فيديو: تظل جافة و تمتلئ بالماء عند الاقتراب منها فقط.. عين السرو السحرية. ما قصتها؟
مصر مليئة بالأماكن الطبيعية الساحرة والأماكن العلاجية التي يتعجب العلماء من قدرتها على شفاء الكثير من الأمراض ومن ضمن الأماكن الطبيعية الساحرة في مصر عين منطقة عين السرو والتي تتميز بخروج الماء العذب فور الإقتراب من الأرض وتملأ العين بالماء، وترتفع المياه داخل العين رويدًا رويدًا، بدون أي إنذار أو علامة، حتى تمتلئ تمامًا وتطفو على الأرض، فتشرب وتستحم وتأخذ منها ما تريد، حتى إذا تركتَها وانصرفت عاودت الانخفاض تدريجيا حتى تجف تمامًا. |
.ودخلت هي الجحر ، وأصاب الجبل فوق ذلك الجحر ، فأثرت الضربة به وتركت أثراً واضحاً عليه.
.فلما رأت من غدره قطعت عنه الدينار، فخاف الرجل من الحية وشرها، فندم على ما فعل.
.وجاء للحية وقال لها: هل نعود ونتواثق من جديد ونعود إلى ما كنا عليه من قبل.
وهنا قالت الحية له قولتها الشهيرة التي أصبحت مثلاً فيما بعد : -كيف أعاودُكَ وهذا أثرُ فأسِكَ؟
A lire aussi:
مدينة لم يمسها بشر لألفي عام
كانت أهم ميناء بمصر خلال الفتره الأخيرة من حكم #المصريبن_القدماء ، وأحد المراكز التجارية الرئيسة في مصر القديمه حتى ابتلعها البحر وطواها النسيان إلى أن اكتشفها العلماء بعد ألفَي عام غارقة في البحر |
إذا فهذا المثل يقال لمن عاهدنا، ثم نسي عهده وغدر فينا، وكم من شخص نعرفه نقول له كيف نعاودك وهذا أثر فأسك، وهذا أثر غدرك واضح، كيف لنا أن نعود لما كنا عليه وقد غدرت بنا، وتجاهلت ما اعطيته من المواثيق والعهود.